mardi 27 décembre 2011

خاص ـ «الكولونيل» بوحدات التدخل البشير بالطيبي يرد»




خاص ـ «الكولونيل» بوحدات التدخل البشير بالطيبي يرد»
هناك مؤامرة لإخفاء حقيقة "مجزرة تالة" وتبرئة القتلة الحقيقيين





قام رئيس ومستشاروالدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بالكاف منتصف الأسبوع الجاري بتحقيقات ميدانية تكميلية بالاماكن التي شهدت سقوط شهداء وجرحى تالة وهي محيط محكمة الناحية ومركز الشرطة ومقرالمعتمدية للاطلاع ميدانيا على مسرح الاحداث واخذ فكرة شاملة عنه ضمانا لحقوق طرفي القضية التي مازالت تشهد جدلا كبيرا في ظل الإنكار التام لكل المتهمين والتضارب الكبير في أقوالهم..

"الصباح" حاورت-عن طريق شقيقه- المقدم بوحدات التدخل البشير بالطيبي المتهم بالقتل العمد مع سابقية القصد ومحاولة القتل العمد مع سابقية القصد للرد على اعترافات عدد من المتهمين المحالين بحالة فرار التي تحمله جل المسؤولية عن المجزرة التي جدت بمدينة تالة مساء يوم 8 جانفي الفارط وخلفت خمسة شهداء و11 جريحا إضافة إلى المسؤولية عن سقوط الشهيد السادس وجدي السايحي.


أنا بريء من دم الشهيد وجدي السايحي.. وهذا دليلي

يقول المقدم البشير بالطيبي:"لقد كنت أعمل بتفقدية وحدات التدخل ببوشوشة، وباندلاع توتر في تالة تحول يوم 3 جانفي 2011 المشرفون على الوحدات النشيطة وهم كل من العميد يوسف عبد العزيز والرائد خالد المرزوقي والنقيب عياش بن سوسية والملازم وائل الملولي للسيطرة على الوضع غير أن الوضع تأزم أكثر وتضاعفت الاحتجاجات فاتصل بي العميد يوسف عبد العزيز هاتفيا وطلب مني القدوم لتالة في إطار تعزيز سلك الضباط والإشراف على حماية "قطاع المعتمدية" فأبديت له امتعاضي من هذه المأمورية وأعلمته أن مواطني تالة جلهم من أقاربي وأبناء عمومتي باعتبارها مسقط رأسي غير أنه أصر على موقفه وأكد لي أنها تعليمات يجب تنفيذها فما كان مني إلا الاستجابة فجهزت الخوذة والعصا وتوجهت إلى تالة على متن سيارة إدارية يقودها أحد الأعوان".


تقسيم الأدوار
"بوصولي حوالي منتصف الليل التقيت بالعميد يوسف عبد العزيز داخل مركز الشرطة بتالة فأمرني بالإشراف رفقة الضابط سامي باباي على قطاع المعتمدية الممتد من مقر المعتمدية إلى حدود مركز الشرطة فيما كان الملازم وائل الملولي يشرف على قطاع محكمة الناحية الممتد من مركز الشرطة إلى مقر المحكمة والنقيب عياش بن سوسية تولى الإشراف على قطاع مندوبية التجهيز الممتد من مقر المحكمة إلى حدود مندوبية التجهيز بينما تعهد الرائد خالد المرزوقي بمهمة التمشيط فتوجهت لمباشرة مهمتي دون أن تحدث أية أعمال عنف او شغب يومي 6 و7 بعد المفاوضات الودية التي قام بها العميد يوسف عبد العزيز مع جمع من المواطنين لامتصاص غضبهم".


ليلة رعب
وعن أحداث مساء يوم 8 جانفي التي سقط فيها 16 مواطنا بين شهيد وجريح قال المقدم:" تضاعف غضب المواطنين في ذلك اليوم خاصة بعد تأكدهم من عدم مجيء أي وزير ليستمع لمشاغلهم فرشقوا الأعوان بالحجارة ثم بدأوا في الزحف نحو وسط المدينة من مختلف الأحياء رغم الظلام الدامس والبرد القارس في تلك الليلة، في الأثناء اعتلى بعض الأعوان من غير التابعين للقطاع الذي أشرف عليه الأسطح وظهرت سيارتان إداريتان يستقلها عدد من المدنيين فاستربت من أمرهما لذلك أعلمت المشرف الميداني العميد يوسف عبد العزيز فأفادني بأنهم صحافيون(!!) ولكني لمحت لاحقا الملازم وائل الملولي يساعد بعضهم في اعتلاء بعض الأسطح".


وأضاف البشير بالطيبي:" تضاعف عدد المحتجين في حدود الساعة التاسعة ليلا واقتربوا منا أكثر ورشقونا بالحجارة قبل أن يصاب الضابط سامي باباي بمحبس رخام أمام المعتمدية فارتبك الأعوان المرابطون بالمكان أكثر لأصاب بدوري برش في ساقي صادرعن بندقية صيد، ورغم الآلام فقد واصلت عملي الوقائي".



"كرتوش" في كل مكان
يواصل بالطيبي سرد وقائع"المجزرة" بالقول:"في الأثناء لمحت الأعوان يهرعون نحو مركز المعتمدية بعد تفطنهم لسقوط جريح برصاصة فسارعت بدوري نحو نفس المكان حيث عثرنا على مواطن(تبين فيما بعد انه الجريح نورالدين بولعابي) ينزف بعد إصابته بأربع شظايا في صدره وظهره فاتصلت في الحين بالعميد يوسف عبد العزيز قائلا له حرفيا"إجري عندي مصاب ما نجمتش نتعدى بيه" نظرا للاحتجاجات العارمة والوضع المتوتر والانفلات الأمني، فحل بالمكان في سيارة خاصة وتم نقل المتضرر إلى المستشفى برفقة زوجته التي حضرت بموطن الواقعة، وفي ذلك الوقت كنا نستمع لصدى طلق ناري متقطع متأت من قطاع محكمة الناحية قبل أن يعلمني الأعوان بتسجيل عدة إصابات هناك بـ"الكرتوش الحي" قبل أن يشاهد يوسف عبد العزيز الرائد خالد المرزوقي مرتبكا وهو متحوز بسلاح ناري من نوع"شطاير" ويقل جريحين على متن سيارة أمنية تابعة لوحدات التدخل توفي أحدهما لاحقا".


وأكد المقدم أن خمسة شهداء و10 جرحى سقطوا في تلك الليلة بقطاع محكمة الناحية وببعض الأحياء فيما سقط شخص واحد جريحا بقطاع المعتمدية، مشيرا إلى انه سمع بسقوط هؤلاء دون أن يتابع مراحل إصابتهم لذلك لا يمكنه الشهادة حول من أطلق النار على هؤلاء غير انه استدرك وأكد ان الاحتجاجات كانت تمر دائما عبر الأحياء ثم المركز قبل أن يقترب البعض من المعتمدية حيث أحرقوا منزل المعتمد.



أعوان دفعهم الجوع لخلع المتاجر

"بعد هذه الأحداث الأليمة التي غذت مشاعرالكره لكل أعوان الأمن دون استثناء وخاصة للعميد يوسف عبد العزيز قرر مدير وحدات التدخل حينها جلال بودريقة"-يتابع بالطيبي-" تغيير يوسف عبد العزيز بالعقيد المنصف العجيمي الذي حل بتالة يوم 10 جانفي 2011 دون أن يتغير شيء على أرض الواقع امام حالة الاحتقان الشعبي إذ حافظ جميع الضباط على القطاعات التي يشرفون عليها، لتندلع صباحا أحداث شغب قرب مركز الشرطة تمثلت في رشق المواطنين المحتجين لأعوان الأمن بالقطع النقدية والخبز في إشارة إلى أن احتجاجهم من اجل الكرامة و"الخبزة" فما كان من العقيد المنصف العجيمي سوى إعطاء تعليمات للأعوان بتفريق المظاهرة بقوله لهم"attaque" ثم"أضرب" فاعترضت على طريقة التدخل ولكنه أصرعلى موقفه وكان ذلك بحضور إحدى المحاميات(..) التي شاهدتني أشكو من إصابة بالرش في ساقي، وأمام تباين الرؤى حول طريقة التدخل قررت اصطحاب الأعوان الذين أشرف عليهم للمرابطة قرب المعتمدية فيما تولى أعوان وحدات التدخل(فوج سوسة) الإشراف على القطاع الواقع بين محكمة الناحية ومندوبية التجهيز بما في ذلك حي النجارين تحت قيادة النقيب عياش بن سوسية".


وأكد المقدم بالطيبي أن هؤلاء الأعوان عمدوا ليلتي 10 و11 جانفي إلى اقتحام المحلات التجارية لنهب المواد الغذائية والتبغ بعد ان نال منهم الجوع لعدم وجود تموين.


اقتحامات ليلية لمنازل المدونين

واصل بالطيبي سرد حقائق لم تنشر من قبل عن أحداث تالة بالقول:"في ساعة متأخرة من مساء يوم 11 جانفي قامت وحدات التدخل فوج سوسة تحت إشراف كل من المنصف العجيمي وخالد المرزوقي وعياش بن سوسية وضابط آخر(نحتفظ بهويته بما أنه لم توجه له إلى حد الآن أية تهمة) بمداهمة منازل عدد من المدونين من أبناء الجهة وممن يرسلون تسجيلات مصورة حول الأحداث لقناة الجزيرة وكل من يشتبه في تزعمه للحركة الاحتجاجية وذلك بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع في المنازل وترويع متساكنيها وبعثرة كل شيء بحثا عن هؤلاء".



شهيد أثناء الانسحاب


وأضاف:"وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة من صباح يوم 12 جانفي بلغتنا تعليمات بالانسحاب من تالة والتوجه نحو صفاقس بعد توفر معطيات مفادها تنظيم مسيرات احتجاجية بكبرى المدن يومي 13 و14 جانفي، فأشعرت الأعوان بضرورة جمع التجهيزات للمغادرة وتوجهت في حدود الساعة 11 صباحا إلى سوق الخضر لاقتناء بعض الغلال قصد تسليمها لابن عمي المقيم بالقرب مركز المعتمدية غير أنني لم اجده، في الأثناء كنت أستمع لصدى طلق ناري قبل أن أعلم بحرق مركز الشرطة أثناء عملية الانسحاب إلى الخلف، التي كان يمشطها كلا من خالد المرزوقي والمنصف العجيمي ويتقدمها عياش بن سوسية ويتوسطها وائل الملولي".


وذكر بالطيبي انه غادر رفقة بقية الوحدات إلى صفاقس ثم عاد إلى تونس حيث علم أثناء حلوله ببوشوشة باستشهاد وجدي السايحي شقيق أحد الحقوقيين المعارضين بتالة أثناء عملية الانسحاب وأكد أن الشهيد لم يقتل أثناء مظاهرة بل قنص على وجه الخطإ حسب رأيه باعتبار ان هناك تخطيطا من بعض الأطراف لتصفية شقيقه الحقوقي المعارض الذي كان أودع السجن عام 2001، وأشار إلى أنه اتهم في قضية قتل الشهيد وجدي السايحي باطلا خاصة بعد أن أثبتت التحاليل الباليستية المجراة على الخرطوشة التي أصيب بها الشهيد أنها من عيار 7،62 ملم أي أنها لا تستعمل في السلاح الناري من نوع"شطاير" بل تستعمل في سلاحين ناريين هما"فال" و"SSG" اللذين لا يحملهما في تونس سوى أعوان فرقة مكافحة الإرهاب أو رجال حرس الحدود و"بالتالي ما على السلط القضائية العسكرية إلا أن تحقق في المسألة".

مؤامرة للإدانة والتبرئة


وختم المقدم البشير بالطيبي من سجن إيقافه بالعوينة بالقول:" إنها مؤامرة تحاك لتوريط ضباط وأعوان أمن أبرياء مقابل تبرئة آخرين.. فادعاءات الملازم وائل الملولي المتعلقة بمشاهدته لي ليلا جاثما على"ركبة ونصف"لا أساس لها من الصحة باعتبار عجزي عن ذلك بعد إصابتي بالرش في إحدى ساقيّ كما ان مزاعم النقيب عياش بن سوسية بسماعه لي أقول:" ريتو هاك الثلاثة من الناس كيفاش ضربتهم ضربة وحدة واحد منهم ضربتو في قلبو..." مجرد مؤامرة بدأت خيوطها تكتشف، وستحدد قريبا كل الأطراف المتورطة في هذه الأحداث ولن يفلت مدان من القانون مهما حاك لغيره من مؤامرات وتهرّب من حضور المحاكمات".

صابر المكشر




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire