jeudi 28 juin 2012

التحالفات والمبادئ


 ?????????       







في جو احتفالي «استعراضي» يذكر كثيرا بالمحطات الانتخابية على «الطريقة الأمريكية»... وبعض الشيء من حيث «الجو العام» والشعارات ـ وخصوصا من حيث توقيت رفعها ـ"بالمواعيد التجمعية"، أعلن الباجي قايد السبسي عن ميلاد حزبه الجديد

ولئن كان الباجي قايد السبسي «يلعب في الوقت الافتراضي» كما قال عنه وزير الخارجية رفيق عبد السلام، وكما أصبح يحلو لـ«اللاعب» نفسه أن يذكّر بذلك في كل ظهور جماهيري له، فإنه يبدو من الثابت اليوم أن قايد السبسي هو «الحصان» الوحيد الرابح لأية محاولة لخلق قطب من شأنه أن يحقق توازنا على الساحة السياسية، ويؤمن امكانية تناوب على الحكم في بلادنا، وهما الشرطان الأساسيان لأية حياة ديمقراطية سليمة.



والسؤال الذي يفرض نفسه اثر تظاهرة أمس في قصر المؤتمرات بالعاصمة، هو هل أن الباجي قايد السبسي في حاجة الى التجمعيين لانجاح مشروعه الذي وصفه تارة بـ«الوطني».. وتارة بـ«الدستوري»، اذ بدت يد التجمعيين واضحة في التنظيم والتأطير و«الشحن»، وهو سؤال يجر الى آخر: «هل أن من مصلحته حقا التحالف مع بعض «رموز» العهد البائد، ممن "ساندوا مشروع دولة بن علي المافيوزي الى آخر لحظة؟



إن السيد الباجي قايد السبسي الذي كسب حياة سياسية ثانية ـ وقد تكون الثالثة أو الرابعة في واقع الأمر ـ نحت أثناء توليه الوزارة الاولى اثر الثورة لدى شريحة هامة من الشعب التونسي صورة ايجابية جدا بفضل نجاحه في تأمين المرحلة الأولى من المسار الانتقالي، وخصوصا بفضل «حضوره الركحي» و«موهبته الخطابية» ومساره السياسي الذي يمكن أن يوصف بـ«النظيف»، عليه أن يكون حذرا جدا في اختيار حلفائه ومناصريه، وأن يعي أن هناك فارقا هائلا بين «الدستوريين» و«التجمعيين»، وخصوصا تجمعيو ربع الساعة الأخير الذين يرفضهم الشعب رفضا قاطعا، ولا تأثير حقيقي لهم في المشهد السياسي العام، ومن شأن التحالف معهم أن يمثل في نهاية المطاف «خيانة» للمبادئ التي حكمت مساره النضالي والسياسي..


إننا نعتقد أن الرصيد الذي بناه قايد السبسي يمكّنه من «أريحية» اختيار الحلفاء والأنصار، بعيدا عن التسرع والارتجال رغم اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، فعلى هذا الاختيار يتوقف مدى نجاحه في تحقيق أهداف «مبادرة الوقت الضائع» التي ليس من المبالغة في شأن تصنيفها كرهان وطني يصب في مصلحة تونس بجميع أطيافها، عدا تلك التي كان لها دور فعال في الجريمة الـ«بنعلية» التي ارتكبت في حق البلاد.


«الصباح»

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire