dimanche 17 juin 2012

رسالة إلى الرؤساء الثلاثة



أولاد أحمد







 
رسالة إلى الرؤساء الثلاثة

لقد أثبت العلمُ أنه لا يمكن المسّ من َالمقدسات لسببٍ بسيط وهو أنها متعالية.

  حتى نايل ارمسترنغ، ذلك الذي حلّق قريبا من منطقة الوجود والعدم، فانه لم يتمكّن من مسّ أو لمْسِ أو ملامسة أيّ جوهر عَقَدي أو روحاني.


ما يمكن المسُّ به هو اعتقادُ بعض الناس أنهم أوْلى بالمقدسات من غيرهم.. أو أنهم و المقدّسات شيءٌ واحد..وهذا منتهى الكفر و الجهل وقلّة الحياء.




 إن هذا المسّ هو جوهرُ الإبداع الفني الجمالي الذي لا قانونَ من قوانين الدولة ينطبق عليه، والذي لا تنازلَ عنه حتى وان كان جميع أفراد الشعب ضدّه.

بناء على ما تقدّم، بدا لنا تصريحُكم الثلاثي المشترك،على اثر أحداث الشغب السلفي،غير جادّ بالمرّة..وأخطر من ذلك فهو يشجع، ضمنيا، على محاربة الفنانين و دفعهم لأن يكونوا خدَمًا موسميينَ عند هذه الهُلامية المسمّاةِ تارةً:شعْبًا وتارة:حسًّا عامّا.





لا داعي لتذكيركم بأن الحكومة السلفية، التي تسيّرُ ثلاثَتَكُمْ، ظلّت صامتةً عن العنف السلفي المستفحل في البلاد، منذ عام على الأقل،بل إنها استعملت هذا العنف كبديل عن الأمن الجمهوري ..وهذا وحده كافٍ لاتهامكم،صراحةً،بأنّكم تتقصّدون إيجادَ تبريراتٍ ميتافيزيقية لفشل الحكومة الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي ولعدم أهليتها لتسيير دواليب الدولة والمجتمع.
 
أما إذا لم يكن ذلك كذلك، فان الاستنتاج اللائق هو أنكم لستم ثلاثة رؤساء مؤقتين، بل طبيبيْنِ اثنيْنِ عند رئيس واحدٍ، وحيدٍ، لاشريكَ له..وتلك مسألة لم تعد تخفى على أحدٍ من التونسيين.
 
السادة الرؤساء إلى حدّ الآن:
السادة الرؤساء الثلاثة إلى حدّ الآن:

 

 ليس الفنُّ مادةً تشريعية يجوزُ فيها الانتخابُ والتظلّمُ لدى المحاكم، وهو أبعدُ من أن يكون بندا من بنود مجلس الوزراء الذي ينعقد في قاعات شبيهة بالمساجد..لا تُسمع فيها موسيقى، ولا تزيّنُ جدرانها لوحاتٌ فنية أو أبيات شعرية مثل:"إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلا بدّ أن يستجيب القدر"..وهو البيت الذي كان قائدا للثورة التونسية من أولها إلى حد لحظات المقاومة هذه.

انه / إي:الفن / خلاصةُ تجليّات الفرد في وحدته، وهو ملْكٌ للشعوب التي تحاربُه ،في أول الأمر، ثم تفتخر به عندما تنضج، ثم تبيعه بالمزاد العلني، أحيانا، لتتمعّش منه..والأمثلة لا تنقص في هذا المجال.




ولأنّ الفنّ ليس سوى هذا الذي عرّفْنا،فانّ نزولكم إلى قاع البئر سوف لا يعفيكم من الغرق في موجات البحر.

موجٌ متلاطمٌ هو الفنّ..وله أيقوناتُه وشهداؤه العظام:فهل ترغبون،بخطابكم هذا ، في أن تضيفوا شهداءَ آخرين إلى المقبرة الفنية والأدبية، التونسية والعربية، العامرة بألْمع ما أنتج الوطنُ وبأذّكي ما أنتجت الأمّة؟
أسألكم.. ولا أنتظرُ جوابا

طابَ نعاسُكم

ووُفّقْتمْ في تحويلكم لوجهة الثورة التونسية !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire