lundi 30 mars 2015

"إذا الشمس غرقت"

 


 

فوتنا فرصة الإصلاح الحقيقي، و استخفت الحكومات المتعاقبة
بضرورة وضع إستراتيجية حقيقية تحدد الرؤية و الآليات الأمنية. ما الضير في تخصيص بعض الملايين من الدينارات لإعداد إستراتيجية أمنية بالتعاون مع مكتب استشارات دولي مختص ؟ إلى يوم الناس هذا لم يفهم المكلفون بإدارة شأن هذا الوطن العزيز أن الإشكال في كل الميادين يكمن في غياب الرؤية و المنهجية، والمسألة الأمنية تمثل العينة الأكثر وجعاً اليوم....

قد يكون إتخاذ القرارات الصارمة كاللإقالة أو الإحالة على التحقيق مجدياً على المدى القصير...و لكن ما دامت إرادة فتح الملفات المفاتيح غائبة؛ سوف تبقى مقاومة الإرهاب مبتورةً. ملفات اغتيال شكري بلعيد و محمد البراهمي و اختراقات وزارة الداخلية...كلها مسائل مصيرية لتحديد المسؤوليات التي تخاذلت، أغمضت الأعين أو ساهمت في حصول المآسي في هذا الوطن...


 
"إذا الشمس غرقت

في بحر الغمام

ومدت على الدنيا موجة ظلام


 ومات البصر

في العيون والبصاير

وغاب الطريق

في الخطوط والدواير

يا ساير يا داير

يا ابو المفهومية

مفيش لك دليل

غير عيون الكلام"


                                  أحمد فؤاد نجم
 
 
 
 
 




  
TERRA NOVA TUNISIE

 



بقلم: حسام بن مخلوف
 
رؤوس فاسدة.. حان وقت قطافها


ما حدث يوم 18 مارس 2015 لن ينساه التونسيين ولا المجتمع الدولي.. عنصران ارهابيان غير مدربين بما فيه الكفاية يقتحمان مركز سيادة وطنية يمثل هيبة الدولة ويقومان بمذبحة في ظرف وجيز ويوجهون أكبر ضربة للاقتصاد التونسي عبر استهداف السياحة الرافد الأساسي لاقتصاد البلاد
 
مهما اختلفت الروايات وتعددت حول تفاصيل عملية باردو الارهابية إلا ان المؤكد ان هناك خللا أمنيا فادحا فكيف لعنصرين لا يزيد تسليحهما على سلاح كلاشينكوف وقنابل يدوية أن يقتحما مكانا محاطا بثكنة عسكرية ومناطق امنية ونقاط تفتيش مشددة بكل تلك السهولة والسلاسة

 
طبعا لا أحد يشكك في وطنية أعوان الأمن البواسل وفرق مكافحة الارهاب الذين سطروا أمس ملحمة رائعة في سرعة تدخلهم وانقاذ مئات السياح والتونسيين والتقليل من الخسائر التي كان يمكن ان تكون مضاعفة لولا نجاعة التدخل الميداني العاجل لقواتنا الأمنية ولكن الحديث هو عن غياب استراتيجية أمنية واضحة لمكافحة الارهاب وخلل في وضع الخطط الاستباقية لمقاومة هذه المجموعات التي دخلت في مرحلة جديدة من الارهاب تقوم على استهداف الاقتصاد الوطني والمناطق السيادية
 
كما ان المؤكد أن ما حصل أمس هو نتاج لاختراق واضح المعالم لجهاز الأمن الداخلي وإلا فكيف يمكن تفسير سهولة اقتحام منطقة مشددة الرقابة أمنيا. ثلاث سنوات مرت عرفت فيها وزارة الداخلية انهاكا لم تعرفه طيلة عقود من الزمن، اختراقات شملت كل الأسلاك، أمن مواز ثبت وجوده بالوثائق والدلائل، قلة خبرة ودراية لمسؤولين على راس المصالح الحساسة، تخاذل المسؤولين في وضع خطط أمنية ناجعة واستراتيجيات فعالة.

لا أحد ينكر أن وزير الداخلية الجديد محمد الناجم الغرسلي بدأ في اجراء اصلاحات جوهرية عبر استبعاد عدد من اللذين تورطوا فيما عرف بـ''الأمن الموازي'' إلا أن هذه الخطوات اتسمت بالحذر المفرط والبطئ وقد كشفت العملية الأخيرة أن هذا الجهاز السري صار خطرا على الأمن القومي وعلى اقتصاد البلاد وهو ما يستدعي حربا ضروسا تشمل كل الرؤوس الفاسدة في هذه الوزارة وكل أتباعهم وامتدداتهم التي تساهم في اضعاف أمننا الوطني في مهامه المقدسة لحماية تراب تونس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire