jeudi 7 mars 2013

الوداع.....يا قلب الأسد







قابلته مرة واحدة.....على الطريق....كان يحاول اصطياد سيارة أجرة حتى يلتحق بأستوديو إذاعة موزايك....كعادته من سيارة أجرة إلى أخرى، يسابق الوقت من أجل القضية : الحقيقة و الحرية. و هو منهمك في بحثه عن سيارة الأجرة الموعودة، توقفت سيارة تحمل لوحة منجمية زرقاء اللون، يطل رأس من شباك السيارة و يصرخ متهكماً " يا شكري يا كذاب !".....اقتنصت الفرصة لأبادره بالحديث....خمنت أن الرجل قد يكون اهتز قليلا، أحرج نوعا ما، فاقتربت منه علني أؤازره.....أخطأت في حساباتي، الرجل متوثب شكرني على ما فعلت ثم أردف قائلاً " إنه حر يقول ما يشاء"....قبل أن يضيف ساخرا "عله احتسى مشروباً ما....أو دخن سيجارة عجيبة". بقيت مغرماً إلى اليوم برباطة الجأش تلك، التي لم أرى منها إلا القليل. و رغم أنه كان مستعجلاً، تبادل معي أطراف الحديث....ربع ساعة كان كافيا لأتبين أن الرجل متفائل و له رؤية للمستقبل. كان سعيدا بمشروع الجبهة الشعبية الوليد.....و فخوراً به كذلك..."ارفع رأسك، انك في حضرة الجبهة الشعبية".


يوم جنازتك، و أنا أستعد لألتحق بالموكب، شاهدت في الوطنية الأولى عبدالوهاب الهاني يتحدث عن شهيد الحرية؛ كان شديد التأثر.....لم أتمالك نفسي...تذكرت ذلك اللقاء الخاطف، ثم استحضرتك أمامي في صولاتك و جولاتك...تذكرت أنني لن أراك من هنا فصاعداً على الشاشة أو في الميادين.....سأفتقدك..... سنفتقدك ......الوداع يا شكري.......الوداع يا قلب الأسد

الوداع.....يا قلب الأسد



الألم كبير….و الجرح عميق……

امتدت يد الغدر لتختطفك علها

تسكت صوت الحرية




تطفئ شمعة الأمل

تقمع جذوة الحقيقة

و تعدم حب البلاد

لأنك صاحب الحجة و زعيم البرهان…..لأنك

لأنك صوت الحق…..لأنك حليف الكادحين….لأنك

لأنك لا تجامل لا تهادن لا تساوم……لأنك

لأنك و لأنك و لأنك و لأنك ……

لأنك اختزلت الصوت و الصدى….

لأنك شعاع شمس ونور قمر و شهاب في الليل….

 
هكذا تحديت طيور الظلام……

أرقت عيونهم بل قل مستنقعات الحقد و الكراهية

طيور الظلام هذه…….. لا تضحك، لا تغني………

لا ترقص لا تحلم لا تحب……تكره فقط………

و أنت يا شكري تحب الحياة….تعشق الحياة

لذلك اغتالوك في الصباح….. لأنك… لأنك

لأنك تحب الصباح و قهوة الصباح………

لأنك أفسدت تجارتهم و كشفت دناءتهم

لأنك كنت اليقظة و العين الساهرة

قضيت نحبك بيد آثمة و رصاص غادر


حنظلة الصغير يبكي….يبكي…..يبكي

الدموع تتدافع من عينيه و هو يسأل

” أين شكري، هل التحق بناجي يا ترى ؟”

في بيوت الله……بالكفر رجموك

في بيوت الله….دمك أهدروه

ذبحوك ألف مرة قبل أن يغتالوك آخر مرة

سؤال: لماذا قدر الشجاع أن يغتال ….؟

سؤال: لماذا قدر المسار أن ينتهي في منتصف الطريق….؟

سؤال : لماذا تضرب المأساة حيث تزهر ورود الأمل ؟

الجواب عن كل سؤال : قدرنا أن نكتب على ورق يحترق !

الوداع يا شكري ……. الوداع يا قلب الأسد

وليد جعفر – مدون




نشر هذا النص كذلك بمجلة تونس الفتاة الإلكترونية


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire