dimanche 17 novembre 2013

تعازينا إلى أهل الحمار


هذه المأساة عظمى
هذه المأساة داهية نآد

هي المصيبة وهي من جلل الخطوب

ولا كلام نقوله يكفي

فقد مات الحمارُ

***

وإن شئتم تحري الصدق،

ما كان الضحيّة غير جحش

قد تنازعتم وكاد الريح يذهب عنكمُ فرأيتموه

ناهقا أبدا بلا صمت

ولا تدرون كيف أتى

فصحتم قائلين: الآن قد ضحك النهارُ

***

ركبتم فوقه أنتم جميعا

تحملون الجهل والخيلاء والبغضاء والجشع المقطّر

تحت أطنان الشحوم وأبحر الشهوات

كيف لا تهوي البهيمة تحت ذلك كلّه؟

سلّمتمُ رسنا لأربعة، وإنّ قلوبهم شتّى

فكلّ قاده حيث البوارُ

***

تباكوا فوق جثّته

وقولوا بعض شيء عن غضاضة عمره

مع رشّة تحكي تأسّفكم

وقطرة ثورة مزعومة

لا تنسوا التهم العظيمة للرماية في وجوه الآخرين

فذاك ما شئتم، وقد رفع الستارُ

***

يقول البعض: لم يمت الحمار، ولا يموت

كذاك تخريف العجائز

لا يرون الحقّ والجثمان ملقى نصب أعينهم

فأخبرهم رسالة شاعر فحل قديم:

أمّ عمرو فوق ظهر حمارنا ذهبت
فلا رجعت ولا رجع الحمارُ

حمزة عمر

 

حمزة عمر

 شاعر ومدوّن. ناشط في المجتمع المدني

باحث في مجال القانون العام ومدرّس بالجامعات التونسيّة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire