samedi 15 septembre 2012

الجزء الثالث من حوار الباجي قائد السبسي - جريدة الخليج الإماراتية


أحداث سيدي بوزيد

اتهمت حركة النهضة ذات الأغلبية في المجلس التأسيسي وحكومة الترويكا الائتلافية حزب نداء تونس بالضلوع في أحداث سيدي بوزيد الأخيرة؟

نرحب بكل الاتهامات ونواجهها بالصمت والعمل، ثم نفاجأ بأن الحركة التي اتهمتنا في بيان لها، تعود وتتراجع في بيان ثان عن اتهاماتها وتنسبها إلى أطراف مجهولة . وهو ما فعلته النهضة وستفعله مع كل من يريد العمل في سبيل الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة



الباجي قايد السبسي و تعذيب اليوسفيين


لاحقتك بالتزامن مع فترة التحضير للإعلان الرسمي عن “حزب نداء تونس” اتهامات بضلوعك في تعذيب اليوسفيين أيام الزعيم الحبيب بورقيبة، ووصل الأمر إلى درجة ترويج بعض الصحف المحلية لقضية نشرت في المحاكم لمقاضاتك؟


قضية تعذيب اليوسفيين لا نصيب لها من الصحة، أثارتها بعض النفوس المريضة، وكل من يريد أن يكتب التاريخ قبل موعده، لغاية في نفس يعقوب . قد فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً، فالمسألة طواها النسيان لأن ما بني على باطل فهو باطل ومآله معروف، والذي كذب مسألة مشاركتي في تعذيب اليوسفيين هو منهم أي من اليوسفيين وقد صرح بنظافة يدي من كل ما نسب إليّ في هذه المسألة



الاستشارة وليس الحكم


انتقدت استمرار الائتلاف الحكومي بقيادة النهضة بالتفرد بالقرار ودعوت الحكومة إلى العمل على إشراك مختلف القوى الحية والفاعلة للخروج بالبلاد من “الأزمة الخانقة والمشكلات المزمنة التي تتخبط فيها” على حد قولك، وقلت “لا خاب من استشار” فاتهمتك “النهضة” حسب بعض التصريحات المنسوبة إلى قياداتها بأنك طلبت منها”إشراكك في الحكم”؟


طلبت الاستشارة وليس الحكم، الترويكا تفتقر إلى ثقافة الحوار والائتلاف الذي تدعيه هو ائتلاف انتخابي لوقت معين فقط، إذ هنالك اختلاف بشأن أمور جوهرية، وهو السبب الرئيسي الذي يقف وراء المشكلات التي طفحت على السطح مؤخراً، والتي ترسم ملامح العلاقة بين الأحزاب الحاكمة وتؤكد أنها علاقة جد متوترة . وهو ما تؤكده تصريحات الرئيس الانتقالي منصف المرزوقي خلال افتتاح مؤتمر حزب المؤتمر مؤخراً، تصريحات وانتقادات لاذعة للنهضة الحزب الذي يحكم بالأغلبية النسبية



الانتقال الديمقراطي

ألم يحن بعد وقت التفكير في الانتقال الديمقراطي الذي يمثل عنوان نجاح الثورة؟

الديمقراطية ممارسة قبل كل شيء ولايمكن فرضها أو إسقاطها عنوة، وعندما تسلمت الحكومة، كان لنا برنامجنا الواضح في تكريس المسار الديمقراطي في مرحلتين، المرحلة الأولى بالانتخابات التي نجحنا في أن تكون شفافة وسلمية من دون أي مشكلات، رغم أنها تزامنت مع احتقان شعبي كبير وغليان في الشارع التونسي، والمرحلة الثانية تعهدت بها الحكومة الجديدة، ولكن شيئاً مما وعدت به لم ينفذ 


المرحلة البورقيبية

عرفت بتأثرك بالفكر البورقيبي وبفلسفته في الحكم، لكنه لم يكن يؤمن بالديمقراطية، وهو ما أكدته من خلال كتابك الشهير المهم والأهم  "بورقيبة لم يكن ديمقراطياً بل كانت لديه حساسية ما إزاء الديمقراطية، إنه يقر بذلك ويتحمل تبعاته

بورقيبة زعيم ولا أحد معصوم من الخطأ . وفي السياسة العبرة بالنتيجة، والكل يعرف ما قدمه الحبيب بورقيبة للدولة التونسية الحديثة التي أخرجها من عنق الزجاجة وكان السباق في تحرير المرأة وإقرار مجانية التعليم رغم ما كانت تغرق فيه البلاد من فقر مدقع ومشكلات اقتصادية جمة

الاتحاد العام التونسي للشغل

كيف علاقتك مع الاتحاد العام التونسي للشغل، وما رأيك في المبادرة، هل هنالك تكامل أم تناقض؟

علاقتي مع الاتحاد العام التونسي للشغل ممتازة منذ القدم، وقد باركت مبادرتهم وثمنتها


علاقة تونس بدول الخليج

كيف تقيم علاقة تونس بدول الخليج؟

علاقتنا بدول الخليج كما ببقية الدول العربية مميزة جداً، وهو ما يؤكده دعمها المتواصل للثورة التونسية المجيدة . وجدنا التعاون الكبير من الإمارات والكويت وكذلك قطر . وأتمنى أن تتواصل العلاقات بالتميز نفسه، بغض النظر عن الذي سيؤول إليه الحكم في تونس


الباجي قايد السبسي في عيون خصومه


الغلو في حب الوطن والنرجسية والتعصب الشديد للرأي هو مايصفك به البعض؟

حب الوطن يجب أن يكون مطلقاً ولايقاس بدرجات أو أنواع، والنرجسية أبعد ما تكون عني لأنني أعرف بتواضعي وحرصي على التواصل مع الشعب البسيط، والتعصب الشديد للرأي لا يصنع السياسي لأكثر من أربعة عقود متواصلة

تعرضت للسب والشتم وحتى للتهديدات بالقتل على شبكات التواصل الاجتماعي، من يقف وراء ذلك؟

تعرضت كذلك للتهديد بالقتل مباشرة، وكان ذلك على الملأ في اجتماع شعبي، من طرف رئيس الوعاظ في وزارة الشؤون الدينية . وتجاوزت الأمر بالصمت والصفح لأنه لا يمكنني النزول إلى مستوى تبادل التهديدات والشتائم



الباجي قائد السبسي

الباجي قائد السبسي (84 عاماً) الذي عيّن رئيساً للوزراء في تونس خلفاً لمحمد الغنوشي، معروف بأنه سياسي ليبرالي. ولد قائد السبسي في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 1926 لأسرة من العاصمة التونسية، وهو محام ورفيق درب الحبيب بورقيبة أول رئيس لتونس المستقلّة.  تولّى رئيس الوزراء الجديد مناصب وزارية في عهد بورقيبة، منها وزارات الخارجية والداخلية والدفاع

غداة استقلال تونس في العام ،1956 انضمّ قائد السبسي إلى الحكومة كمستشار لبورقيبة، قبل أن يعيّن مديراً عاماً لأمن الدولة، ثم في العام 1965 وزيراً للداخلية . وتولّى وزارة الدفاع بين عامي 1969 و1970 


.من مناضلي الحزب الدستوري (الحزب الحاكم في تونس سابقاً) قبل أن ينسحب منه في العام 1971 للمطالبة بإصلاحات سياسية
انضم في 1978 إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضة الليبرالية التي شكّلها منشقّون عن الحزب الحاكم في كانون الأول (ديسمبر) ،1971 عاد قائد السبسي إلى الحكومة كوزير معتمد لدى رئيس الوزراء محمد مزالي الذي حاول لفترة إجراء انفتاح سياسي


عيّن في 15 نيسان/إبريل 1981 وزيراً للخارجية ليمضي ست سنوات على رأس الدبلوماسية التونسية من أهمّ ما واجهه في تلك الفترة انتزاع قرار من مجلس الأمن يدين الهجوم الجوّي “الإسرائيلي” على أحد مقارّ منظّمة التحرير الفلسطينية في حمّام الشط في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية


 في العام ،1989 وبعد تولّي بن علي السلطة في تونس، انتخب نائباً في مجلس النواب ثم رئيساً لمجلس النواب حتى العام،1991 ومع انتهاء ولايته كنائب في العام ،1994 عاد لممارسة مهامّه كمحام حتى تعيينه رئيساً للوزراء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire