mercredi 29 février 2012

تــــلمـــــيذ يـــــتحدّى الـــــصّعـــــــاب بحاجب العــــيــــون - يقطع يوميا 15 كلم ومصروفه اليومي 200 مليم في أحسن الحالات



 
رجال

هو طفل صغير تنطبق عليه الحكمة المعروفة قديما " أطلب العلم من المهد إلى اللّحد" و كذلك " العلم نور " التقيناه صدفة ومنذ اللحظة
الأولى شدّنا الإعياء البادي على ملامح وجهه النحيف...بعد مصافحته وملاطفته جلسناإليه في دردشة خاطفة بأحد أركان ساحة العلم بالمدرسة للتعرّف عليه أكثر فكان الحوار التـــالــــي

كيف يمكن أن نتعرّف عليك ؟

- اسمي محمد بلهادي عمري 12 سنة تلميذ مرسّم بالسنة السادسة أساسي بالمدرسة الابتدائية بـ"عيثة النساء" عائلتنا تتركب من الأب والأم وأربعة أبناء جميعهم غادروا مقاعد الدراسة بسبب قلّة ذات اليد و أنا الوحيد الذي بقيت عازما على مواصلة التعليم حتى أحقق ما عجز عنه بقية إخوتي المنقطعين عن التعليم رغم أنفهم لذلك أنا اليوم أشعر بالفخر طالما أن معدلي في الثلاثي الأوّل بلغ 15.80 ورغم ذلك مازلت أطمح لتحقيق المعدّل الأفضل في محيط يتميز بنسبة مرتفعة من المنقطعين مبكرا عن التعليم.

كيف تتنقل يوميا بين المدرسة والبيت ؟

- انا أسكن بمنطقة "أولاد بلهادي" المتاخمة لـ" عيثة النساء" و أجد نفسي منذ انبلاج البشائر الأولى للفجر مجبرا على التنقل يوميا بين البيت والمدرسة وعادة ما يكون ذلك في حدود الساعة السادسة صباحا لأقطع مسافة تتعدّى 15 كلم ذهابا و إيابا من أجل العلم وقد تعوّدت على ذلك حيث أصبحت أسجل حضوري بصفة منتظمة ونادرا ما أتخلف عن مقاعد الدراسة باستثناء المرض أو بسبب صعوبة التنقل بين الأودية زمن الأمطار والمناخات الصعبة


ماذا لو تحدثنا عن يومك الأوّل بالمدرسة ؟
- طبيعي جدا مازلت أذكر أول مصافحة لي مع مقاعد الدراسة حيث رافقني أخي الأكبر في الصباح ثم عاد ليرافقني في طريق العودة عند المساء وقد كانت المرة الأولى والأخيرة التي أذهب فيها مرفوقا إلى المدرسة التي أصبحت عارفا بجميع الشعاب والهضاب والأودية التي توصلني إليها .

ماهي أهم تخوفاتك و أنت في الطريق إلى مدرستك ؟
- صراحة رغم تعوّدي على المسالك الوعرة فإنني مازلت أخاف الذئاب التي تسكن جبل وادي "الحجل" وكذلك الأفاعي التي كثيرا ما تعترضني في الطريق فتجبرني على أن أسلك مسالك وعرة لأتجنبها خاصة أثناء الصّيف الحارّ .

ما هو فطورك اليومي ؟

- ذلك يختلف من يوم إلى آخر حيث أنني اليوم مثلا احمل في حقيبتي ربع خبزة و برتقالة وسائر الأيام يكون فطوري متكونا من قطعة خبز محشوة بالشامية وفي أحسن الحالات يكون عندي مصروف جيب قدره 200 مليم أشتري به حلوى وبسكويت وأكثر الأوقات أعوّل على اللمجة التي أتناولها في المدرسة والمتمثلة في الخبز و الزبدة والسردينة .

ماهي أحلامك المستقبلية ؟

- أطمح للوصول إلى أعلى المراتب في دراستي مع أمنيتي أن اتخرج أستاذا في مادة الرياضيات وذلك لأنني أحمل عشقا كبيرا لهذه المادّة المتميزة.

ماذا بقي لك أن تضيف ؟

- أشكر كل الإطار التربوي الذي ساهم من موقعه في تنشئتي وأخصّ بالذكر منهم كلا من المربّين جمال البوعلاقي معلم مادة العلوم الاجتماعية والذي هو في نفس الوقت مدير مدرستنا التربوية ومحمد الكرمالي معلم اللغة العربية و "سيدتي" منال السباعي معلمة مادة الأنقليزية و كذلك الهانية بن جمعة معلمة اللغة الفرنسية واعدهم جميعا بمواصلة البذل والعطاء مع أمنية تحسين الطريق إلى المدرسة التي تعاني من نقص في مياه الشرب منذ ما يزيد عن الأربعة أشهر و إعداد ساحة يحلو فيها اللعب وذلك لأن الساحة الحالية ملآنة بالحجارة وتهدّد بالخطر في كل لحظة



صالح السباعي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire