رجال
هو طفل صغير تنطبق عليه الحكمة المعروفة قديما " أطلب العلم من المهد إلى اللّحد" و كذلك " العلم نور " التقيناه صدفة ومنذ اللحظة
الأولى شدّنا الإعياء البادي على ملامح وجهه النحيف...بعد مصافحته وملاطفته جلسناإليه في دردشة خاطفة بأحد أركان ساحة العلم بالمدرسة للتعرّف عليه أكثر فكان الحوار التـــالــــي
كيف يمكن أن نتعرّف عليك ؟
- اسمي محمد بلهادي عمري 12 سنة تلميذ مرسّم بالسنة السادسة أساسي بالمدرسة الابتدائية بـ"عيثة النساء" عائلتنا تتركب من الأب والأم وأربعة أبناء جميعهم غادروا مقاعد الدراسة بسبب قلّة ذات اليد و أنا الوحيد الذي بقيت عازما على مواصلة التعليم حتى أحقق ما عجز عنه بقية إخوتي المنقطعين عن التعليم رغم أنفهم لذلك أنا اليوم أشعر بالفخر طالما أن معدلي في الثلاثي الأوّل بلغ 15.80 ورغم ذلك مازلت أطمح لتحقيق المعدّل الأفضل في محيط يتميز بنسبة مرتفعة من المنقطعين مبكرا عن التعليم.
كيف تتنقل يوميا بين المدرسة والبيت ؟
- انا أسكن بمنطقة "أولاد بلهادي" المتاخمة لـ" عيثة النساء" و أجد نفسي منذ انبلاج البشائر الأولى للفجر مجبرا على التنقل يوميا بين البيت والمدرسة وعادة ما يكون ذلك في حدود الساعة السادسة صباحا لأقطع مسافة تتعدّى 15 كلم ذهابا و إيابا من أجل العلم وقد تعوّدت على ذلك حيث أصبحت أسجل حضوري بصفة منتظمة ونادرا ما أتخلف عن مقاعد الدراسة باستثناء المرض أو بسبب صعوبة التنقل بين الأودية زمن الأمطار والمناخات الصعبة